Thank you

Thank you dear friend for reading my blog. I will be happy and honoured if you can add your precious comment, respecting the freedom of thought, of speech, of religion and of belief. God bless you!

Wednesday, May 21, 2014

Easter 2013

إخوتي، ونحن نستذكـر ونحتفل بالمسيح القائم من الموت من ألفي عام، وهو الذي انتصر على موت لا ينتظر تقويمًا زمنيًّا كي يبعث في أجسادنا حياة لا موت فيها! "صادقة هي الكلمة أنه إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضا معه. إن كنا نصبر فسنملك أيضا معه…" ٢ تيم. ٢: ١١-١٢.
إن قال الناس أننا نعكس ما نملك، نرى مسيحنا يقول بأننا نعكس ما يملكنا. لقد كنت أتأمـّل في نص لقاء يسوع مع تلميذي عماوس (لوقا ٢٤: ١٣- ٣٥) حيث كانا يعكسان الخوف الذي كان يملكهما، وكيف حوّله المسيح إلى فرح القيامة.
١- ونرى سبب لقاء يسوع مع هذين التلميذين هو السبب نفسه الذي يريد المسيح لقاء كلّ إنسان لم يشهد قيامته بالعيان. فكما كانا التلميذان ماشيان يتكلمان عن يسوع، سرعان ما أصبحا يتكلمان مع يسوع. فنراه يضع على عاتقنا مسؤوليّة الكلام عنه مع الناس حتى يتوصـّلوا إلى الكلام معه شخصيّا. وأعتقد أننا بعضنا اختبر أنّ الكلام مع المسيح يؤثـّر أكثر في حياتنا من الكلام عنه… فحياةٌ في الصلاة إلى الله تـُبقي الله في صُلب هذه الحياة.
٢- وهذا يقودنا إلى الأمر الثاني الذي به يسوع (آية ١٥) أخذ هو المبادرة وتقدّم إليهما ثم سألهما عن أمر يعرفه، ولكنه ترك لهما الكلام وأخذ بالإصغاء. فالله في المسيحيّة هو الذي يسعى إلى الإنسان ويجذبه إليه، وهنا تكمن روعة الإيمان بإله يحنو علينا بحبّ غير مشروط، وأمانته ثابتة إلى الأبد. لذا هو يعلـّمنا أن في الكلام عنه، يجب أن نقوم بالمبادرة ونصغي إلى حاجة الآخر لنقدّم المسيح عروسًا للقلب.
٣- لقد حوّل يسوع نظر التلميذين إليه من خلال شرح الكتب والنبوّات، وهذا ما نحتاج إلى إظهاره كلما تكلـّمنا عن مسيحنا. من هنا، إذا كانت نظرتنا عن المسيح مغشاة، يستحيل عندها على آخر رؤيته من خلال شهادتنا. لذا لا بدّ أن نتسلـّح بالمكتوب (أي الكتاب المقدّس) كي نحوّل النظر من الاقناع بالحقيقة إلى معرفة الحقيقة والتعاطي معها بالفكر والقلب. لأنه حتى وإن قدّمنا المعلومات اللازمة، يبقى ربّنا -أي الحقيقة- هو الذي يجترح التغيير في القلب.
٤- أمـّا عظمة ربّنا تظهر في آخر هذا اللقاء، عندما ترك للتلميذين الحرية باختياره (الآية ٢٨) فآمنا به باستقلاليّة. وهنا نتعلـّم من المسيح ألا نفرضه أو نفرض أفكارنا أو إيماننا على الآخرين. من هنا علينا تقديم الحقيقة كما هي، ونترك الله يعمل في السامع، ونثق بإيمان بما هو مكتوب: " هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إليّ فارغة، بل تعمل ما سُررت به وتنجح في ما أرسلتها له" أشعياء ٥٥: ١١

Hommage to Wadih Safi

تحيّة إكبار ووفاء لمن لحّن وغنـّى التحيّة… وديع الصافي!
غنيت الحياة والحب والوطن والموت… فأعطتك الحياة ملىء الصوت وعبقريّة اللحن وحنكة الأداء، وأهداك الحب قلوبنا، عرباً مشرقيين ومغربيين، وجايَرَك الوطن أرزه وجباله، واكتنفك الموت فاتحاً لك باب السماء وأبديّة الحياة… هنيئاً لك يا وديع الروح ويا صافي القلب أن تلتقي وتغني بحضرة "معطي المواهب". كنت أميناً على الكثير والرب أعطاك الكثير، وكما "من ملئه أخذنا جميعنا نعمة فوق نعمة" يو ١، من فنـّك غرفنا جميعنا نغمة بعد نغمة. زيّنت الأغنية العربيّة بالرقي، وغنـّيتها بإعجاز، وقدّمتها بتفاني، وخيّطت من قوالبها هنداماً يلبس مساحة وروعة صوتك. ما نحن بعدك إلا تلامذة أمينين في مدرستك، وناشرين أوفياء للنغم الصافي. أعدك من الآن وإلى اللقاء بك بأني سألقن "وديع" بأمانة لكل طلابي، وأتغنى بمعرفتك الشخصيّة وأبوّتك الروحيّة لي ما دامت ليَ الحياة

New Year's thought

في الساعات الأخيرة من العام ٢٠١٣ وعلى مشارف الـ ٢٠١٤، أشكر كلّ من شارك معنا من خلال الانضمام إلى الصفحة والصلاة معنا والتعليق والإضافة الفكريّة والحسّ الروحي والخـُلقي. وأتمنى المزيد من حضور الرب في حياتنا والأقل من الشر ونتائجه في يوميّاتنا. فبعد البحث والتدقيق، لن تمرّ السنة الجديدة من دون أزمات أو لحظات مُرَّة، فخُبُرات السنين الماضية تؤكـّد على ذلك، رغم أن تمنياتنا تحلم بسلام شامل وعدالة إنسانيّة كونيّة والحدّ من الجوع والتهجير والفياضانات، ألخ... ولكن مع ذلك، يبقى انطباعنا وترجمتنا للأحداث هما المؤشّر الأكبر لإيجابيّة الحدث أو سلبيّته. إذ وبحسب إيماننا: "كلّ الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبّون الله، وهم مدعوون حسب قصده"، فالكلّ للخير كالدائقة الماديّة كما تغيير العمل، التعب الجسدي والنفسي، كما الاختلاف مع أشخاص، تغيير الظروف الحياتيّة، التهجير والهجرة، حتى الموت والابتعاد عن من نحب، يعملون لخير الإنسان الذي يضع الله في صدارة أولويّاته. لذا إنها ساعة وهي الآن، نعيد فيها حساباتنا وإنجازاتنا المنصرمة في عام ٢٠١٣.
مع مرور ذكرى ميلاد يسوع المسيح لهذا العام، هو الذي فصل التاريخ بمولده، وقرّر ولوج الوقت ليخلـّص من أضحى أسير الوقت بضعفه، ولكي يعطي حياتنا بُعْداً أبديّاً لكلّ من يؤمن به إلهاً ومخلصاً، نتذكـّر كيف قرّر الله أن يجعل الإنسان أولويّةً له، وأن يُعطي نفسه بالكامل بابنه ويصالحنا لنفسه بالمسيح. فيا هنانا بإله يحبّنا من دون شرط ومن دون حدود ويحترم حرّيتنا باختياره!
في يوم أصبح العالم فيه يتنافس على جعل مناسبة ميلاد المسيح "أعياد سعيدة" و"أيام مجيدة" من دون ذكر المسيح، وإلهاءنا بكلّ ما هو ظرفي، تجاري، استهلاكي. وإن ذُكرت الأمور الروحيّة والنفسيّة، إشْطـَرَتت الأغنيات والدعايات على إظهار التصرفات الحسنة عند الأطفال والكبار كي ما يحصلوا على الهدايا من Papa Noel/Santa Clause… يبقى الميلاد حدث صار من السماء باتجاه الأرض وليس العكس! بحيث أنّ أيّ تصرف جيّد أو عاطل، ما كان ليغيّر ولادة المسيح في التاريخ. بل أكثر من ذلك، لقد وُلد المسيح في ما بيننا لأننا خطاة وبحاجة إلى رحمة الله ("الكلّ قد أخطؤوا وأعوزهم مجد الله")، ليس لأننا أصحّاء وقدّيسين. ودعانا إلى التشبّه به، هو الكامل الذي "به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" يو ١: ١٣. وهنا أستذكر قول غاندي الذي قال: "أعطوني مسيحكم وخذوا مسيحيّتكم" لأنه لم يستطع أحد أن يجد ملامة على المسيح رغم محاولة الكثيرين. في وقت ما زال الكثيرون من المسيحيّين يُخفِقون في التشبّه به، ويفشلون في "الوصول إلى تلك الصورة عينها، إلى إنسان كامل… إلى قياس ملء قامة المسيح". 
فمع ربّ أعطى حتى الموت، وجعلنا شغله الشاغل، والأولويّة المطلقة له، إنها ساعة وهي الآن، نعيد فيها حساباتنا وإنجازاتنا المنصرمة في عام ٢٠١٣.
من وما هي أولويّاتنا: هل العمل والمركز؟ هل العائلة والأطفال؟ هل الحبيب والصديق؟ هل المال والسلع؟ هل الألعاب الالكترونيّة والأفلام؟ هل الشرب والمخدرات والإباحيّة؟ هل الراحة النفسيّة والجسديّة؟ هل الأحلام والتمنيات؟ هل التنجيم والتبصير والأبراج؟ هل العالم الحقيقي الواقعي أم العالم الخيالي الذي يبرع العلم والعالم بتقديمه اليوم على طبق من الجاذبيّة المقنعة عبر كلّ الوسائل الإعلام المرئيّة والإنترنت والهواتف الذكيّة؟ نعم إنها بالطبع أولويّاتنا هي التي تحدّد ترجمتنا للحدث القادم!
"أطلبوا ملكوت الله وبرّه أوّلاً وكلّ الباقي يُزاد لكم"، هل الملكوت واقع أم خيال؟ هل تحقيقه حقيقة أم مجاز؟ هل من الممكن جعله أولويّة 
أم هو كمال خيالي؟
قال الكاتب الإنكليزي شارلستون أن الحقيقة هي دائماً غريبة بالنسبة إلى الخيال، لأن الإنسان يصنع الخيال بما يتناسب معه أكثر من الواقع! واليوم نعيش في عالمٍ يمجّد الخيال والحياة المجازيّة أكثر من الواقع. فكم من بطل خلقنا في الألعاب الإلكترونيّة وكم من قصّة تبنـّينا أحداثها من فيلم شاهدناه، وكم صور نبثـّها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا تعكس واقعاً نعيشه، إنما نتمنى أن نحققه، وكم من لحظة نهدر من واقعنا الذي نعيشه، محاولين خلق وَهْمٍ في صفحة خياليّة على الانترنت لا نعيشها؟! إن العالم والعلم والسياسات يحاولون جزّنا في الخيال بينما يخطّطون لواقع مستقبلي لا قرار لنا فيه، فيما خلق الله "الإنسان يخطّ طريقه، والله يحدّد خطواته". دعونا لا نغلق قلوبنا للحقيقة، "فحيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضاً" إن كان قلبنا ينعم بالحق، نتحرّر بالحق من كلّ مجاز أو خيال أو إدمان أو تبصّر أو أنانيّة أو أهداف مضلـّلة
إنّ من قال عن نفسه: أنا هو الطريق والحق والحياة"، وقيل عنه:" إن حرّركم المسيح فبالحقيقة تكونون أحراراً"، وهو الذي دخل التاريخ لنكسب به معركة التاريخ، يستطيع أن يغيّر قلوبنا ونجعله أولويّتنا بملىء حريّتنا وإرادتنا. لنجعله هو كنزنا، فتنبض به قلوبنا، نتشبّه به أكثر، فلا نحيا نحن بل هو يحيا فينا. حيث يكون كنزك… هناك أولويّتك… فاطلب ما هو فوق كي يُزاد لك أكثر ممّا تطلب أو تفتكر. كل عام ونحن في حكمة وإرادة الله لحياتنا
نزار فارس

الأمومة Motherhood

هل الله يبقى الله لو لم يخلقنا؟ هل يختلف جوهره لو لم يوجدنا لعبادته؟ ويأتيك سؤال ملحد: ألا تعتقد أنك أنت خلقت صورة لله في الفكر البشري عبر الأزمنة لكي تسند إليه كلّ ما يفوق إدراكك، وتضع عنده كلّ ما قصرت عنه قواك وفشلت إرادتك من تحقيقه؟ أسئلة وجوديّة نطرحها من باب الإيمان، كلّ من خلال إيمانه… سنحاول الرد عليها بسلسلة من المقالات، ولكن... 

في عيد أمّي، سأستفيد من صياغة الأسئلة نفسها في إطار الأمومة، هذه العطيّة الإلهية الممنوحة لكل أنثى أمـًّا كانت أم هي على طريق الأمومة!

هل تكون المرأة أمًّا إن لم تلد أو تتزوّج حتى؟ وهل يختلف جوهرُها ما لم تحمل طفلا ليناديها “ماما” في أيّ مرحلة من حياتها؟ فهذه رسالة إلى كلّ امرأة وبالتالي إلى جدّتي وأمي وأخواتي وزوجتي وطفلتي (التي من الآن وإلى لقائها يوماً... أحبها كثيراً  )

يا من جعلك الرب نظير آدم وتغنـّى بك الشعراء ، يا من معك فقد الحدود معناه في العطاء، وتقدّس فيك الثمر في الاحتواء، وأثرت في البيوت دفءاً وهناء، وأسرت العقول رقـّة وبهاء وحققت خِطَطَ العليِّ في سرّاء وضرّاء، وإن صمتـِّي فالصمت من شِيَم الرجاء! 

يا امرأة أحبّك الحبّ والتصق بك، وجذبتي إليك الفضيلة والحياء. كوني حرّة فالحريّة ليست بوفرة الخيارات أو اتخاذ القرارات، أو تعدّد الولادات… الحريّة معرفة للحق وتحقيق للذات، إنْ صورةُ الله فيك، فنحن صورته منك! لم أكن أنا ما أنا لو لم تكوني أنتِ ما أنتِ، بصمتِ بصمَتك وحملتُ وسْمك، يا بعض حالي في الماضي، وجزء حالي من بَعدي... لم يكتب هذا القلم، أو يفكر هذا العقل أو يقرأ كلّ قارىء لو لم يكن هناك أمّ! 

نزار فارس